لوحة أناس في الشمس للفنان الأمريكي ادورد هوبر عام ١٩٦٠م .
بقلم: حسن الصالح
لوحة من المدرسة الواقعية الامريكية ، زيت على قماش ارتفاع ١٠٢ سم عرض ١٥٣ سم ، استطاع الفنان هوبر أن يلتقط عبر الرسم لحظات الاغتراب و التيه و العزلة التي تواجه حياة الإنسان في المدن الحديثة ، حتى الآن يظل تعريف هذا الاغتراب غامضًا و غير واضح ، لكن الرسم في أمريكا في فترة ما قبل إدوارد هوبر يستطيع أن يخبرنا الكثير عن ما الذي لا يعنيه الاغتراب .
نشاهد نزلاء فندق أغرتهم أشعة الشمس و جمال الطبيعة بالجلوس في الفناء ، كل واحد منهم يجلس مع أفكاره و عالمه حتى أنهم ما عادوا يلاحظون المشهد من حولهم ، مرتدين ملابس أنيقة كعادة نزلاء فنادق الطبقة الراقية لإثارة إعجاب بعضهم البعض ، أتقن الفنان في تصوير التضاد القوي بين الظل و النور و قوة الألوان المستخدمة مما يعمق الإحساس بالعزلة .
الهدوء الظاهر لمشهد الحقول الممتدة أمام الفندق و الجبال في الخلفية تفشل في إعطاء إحساس بالسكينة و لكنها على العكس تنقل قلقًا غامضًا ربما بسبب الوحدة التي تظهر من اللوحة ، موضوع الوحدة البشرية داخل المجتمع ، مدن مكتظة حيث يزداد الشعور بالعزلة ، حيث يسيطر عدم القدرة على التواصل على الرغم من الزيادة اليومية في الكثافة البشرية .
وهذا الموضوع متكرر في أعمال هوبر ، و أيضًا في هذه الحالة لا يسع المرء إلا أن يلاحظ وجود جدار غير مرئي ظاهريًا يفصل أحدهما عن الآخر ، كما هو الحال في جميع اللوحات التي رسمها هوبر تقريبًا في السنوات الأخيرة من مسيرته الفنية ، فإن ضوء الشمس المنعكس على جدران المنازل أو على الناس أو على المناظر الطبيعية و المدن و المطاعم هو بطل الرواية .