بقلم / زينب إسماعيل القلاف
قال الله تعالى ( مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ *) صدق الله العظيم (البقرة: 8 – 10)
مرت علينا أيام وشهور بل سنين ونحن ننتظر انتهاء هذا المجلس الفاشل ومع جائحة فايروس كورونا التي كشفت لنا حقائق لم نتوقعها من أشخاص مسمين ومصلين ، ففي بداية حديثهم دائما ما يقولون: قال الله وقال الرسول وهذا بالطبع شيء جميل وحسن ولكن إذا عملوا به، ولكن في الحقيقة البعض كانوا غير ما توقعنا منهم، فقد اتبعوا شياطينهم، أقوالهم غير أفعالهم.. في الظاهر حلو الكلام المعسول الذي يداعب حلم المواطن في الحياة الكريمة والقضاء على كل أشكال الظلم والسرقة والنهب ولكن في باطنهم نجدهم غير ذلك في أفعالهم من السكوت عن الحق و مساندة قوانين ضد المواطن و نهب الأموال العامة والتزوير والرشاوي والبعض مارسوا كل ما نهى الله تعالى ورسوله الكريم ، ( يالطيف ارحمنا بالطفك ) .
الشعب الكويتي شعب طيب يصدق حديثهم ويأمل فيهم خيرا للوطن ولشعب هذا الوطن، ولكنهم يكتشفوا أنهم وقعوا ضحية لهذه اللافتات الخادعة والكلام المعسول والشعارات الرنانة الكاذبة، فقد خدعهم بعض من نواب هذا المجلس الموقر… خدعوهم واستهزؤوا بهم وكذبوا عليهم بتلك الكلمات التي دغدغت مشاعرهم في تخليص وإنهاء المعاملات التي باستطاعة أي مواطن أن يقوم بانجازها ولكن الحكومة هي من خلقت نائب الخدمات الذي يكون ( خادم ) ولكن هذا النائب الخادم للشعب لم يقدم أي شيء لمصلحة بلاده من نهضة وإصلاح وتقدم ، بل زاد الطين بله فقد استغل منصبه لصالح أعماله الشخصية التي يستفيد منها وحده بحكم منصبه وذلك من نهب المال العام حتى يخيّل للمواطن البسيط أن النائب بيده العصى السحرية في انجاز معاملاته .
قال الله تعالى ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ *)صدق الله العظيم
مع انتهاء المجلس سمعنا كلام من بعض النواب الأفاضل ولكن من هذه الكلمات التي أضحكت الشعب الكويتي والمواطن البسيط مثل: ( سامحونا على القصور ) … انتوا خليتوا فيها قصور انتوا كفيتوا ووفيتوا والله شاهد عليكم ، هذه الكلمة الصغيرة التي ذكرتموها فيها شيء كبير من الاستهزاء بالشعب الكويتي الذي فقد الأمل وفقد الثقة في مثل هؤلاء الأفاضل الذين ضحكوا على المواطنين، لقد فقد المواطن أن يرى النور من بعدكم ، والشيء الذي يصيبني بالدهشة هو أنه يوجد بعض من النواب لهم الأمل الكبير والفرصة الكبيرة في الترشيح مرة أخرى رغم قصوره وعدم توفيقه واتخاذ كرسي المجلس لصالح أهوائه الشخصية ومكاسبه المادية والمعنوية، وهنا أسأل هؤلاء: ما هي انجازاتكم عندما كنتم على كرسي المجلس السابق، هل كانت انجازاتكم لأجل الكويت والمواطن كما وعدتموه من قبل، كلامكم أيها السادة الأفاضل مجرد كلام على الورق فقط ، واما أهوائكم الشخصية فهي التي كانت تعمل على أرض الواقع ، وأعتقد أنه عندما يقرر ترشيح نفسه مرة ثانية فلأنه يثق بأن الشعب الكويتي قد اعتاد على الوعود المزيفة والكلام المعسول المخلوط بالسم للأسف عليك يا كويت .
قال الله تعالى ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ *صدق الله العظيم
اختم مقالي هذا بان نخاف الله تعالى يا شعب الكويت المخلص وان نقف وقفة تأملية ونعمل كشف حساب للأعضاء السابقين حيث كان مجلس الأمة من قبل خال من أصحاب الشهادات ولكن كان نوابه لديهم أمانة وإخلاص في العمل والرأي ولديهم رؤية واضحة في المحافظة على الرقي والازدهار والمحافظة على المال العام، وبعيدين كل البعد عن الأمور الشخصية وكانوا محبين حقاً لهذه الأرض التي هي أمهم الأولى وليس لهم بديل عنها ، فعلينا ان نحسن الاختيار لأجل الكويت وليس لأجل فلان يخدمني وفلان ابن فلان ، فبعض المرشحين لا ينظر لوصوله للمجلس من أجل التقدم الازدهار بل يضع عينه على الكرسي فقط لأنه اعتاد أن يرى نفسه تحت قبة عبدالله السالم لأجل مصالحه ولا يريد أن يعود كما كان بالسابق مواطن عادي يلجأ للنواب في تخليص معاملاته ( يوم لك يوم عليك ) .
الكويت لو عمرة بشكل صحيح الكل راح يستغني بس للأسف الطمع والجشع جعل الكويت متأخرة ومدمرة .. وممثّلين الحكومة اليسا هم مسلمين لو الكل نيتهم للخير ما نحتاج لمجلس الأمة ويا حبهم لكثرة القوانين اكثرها ضد الشعب .. ولا فائدة في اختيار المرشحين .. في حل فهل انتم مستعدّين ان تكونونا سواسية ؟