الرئيسية / همسات / بعد أقصى مراحل الاندفاع …

بعد أقصى مراحل الاندفاع …

بقلم :- ناهد فيروز
في أول قصص نعيشها نحن لا نعرف المكابرة، فنحن وقتها نكون في أقصى مراحل اندفاعنا و طيشنا. في أول القصة نسافر إلى عالم مختلف ، عالم مليء بالسحر و العفوية .. الساذجة ربما.
نحن لا نكابر بالبدايات لأننا لا نتوقع ألا نلاقي الرد على تصرفاتنا الطفولية بالمثل . نعطي من القلب و ندعي أن يصل إلى القلب . لا تجد للكبرياء في مدينتنا طريقا. لا نفكر كثيرا ولا نرى أسوأ ما قد يحصل . لا نيأس ولا يزورنا هاجس إننا قد نختبر الخذلان.
نفعل أشياء مجنونة ، نقول ما نشعر به تماما و نطلب ما نريد، نكون أحرارا و بلا قيود .
نتصرف من أعماقنا على أمل أن يصل إلى أعماقهم . لا نضع الاحتمالات ، غير الاحتمال الذي نريد لدرجة أن نعيشه مع أنفسنا قبل أن نعيشه معهم . نغوص بقصص خيالية داخل بحور عقولنا و ننسى انه لابد للغواص أن يخرج للسطح مهما أطال البقاء في أعماق البحر و مهما أحب المنظر في الأسفل، يجب أن يصعد ليواجه الواقع.
باختصار نكون غير واعين بوجود عقولنا ، مدركين و غير مدركين معهم. نعيش على هذه الحياة و لسنا فيها. إلى أن ..
إلى أن تضربنا الحقيقة بصخرتها الموجعة التي تطيح بنا أرضا و بنفس الوقت تنتشلنا من حلمنا الذي أطال البقاء. تعيدنا إلى أجسادنا و ترد عقولنا إلى جمجماتنا و تعيد تثبيتهم. بعد أول قصة رائعة باتت فاشلة ، هنا فقط نشيد للكبرياء طريقا في مدينتنا الصغيرة و يشغل فيها حيزا يكاد يستولي عليها. نكابر لأننا نخاف من الخذلان للمرة الثانية و نرى إنه لا أحد يستحق كسر قلوبنا . وقتها نعلم إن بإمكان القلوب أن تقتلع من مكانها رغم وجودها محمية داخل أقفاصنا الصدرية الصلبة، تشوه و تهشم ثم يتم إرجاعها. و لكن لا ترجع كسابق عهدها أبدا. نكابر لأننا لا نريد الشعور بذلك الألم مجددا. نحن أغلى من ذلك و أثمن. و فعلا نحن كذلك.

شاهد أيضاً

عالمي البساطة والقناعة والابتسامة …

بقلم :- سناء الخضري … – الاشتياق ليس سهلا” .. فحينما يقول أحدهم : اشتقت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.